الإداري المدير العام لشركة اسنيم: قيادة بحجم التحدي ورؤية تصنع الفارق

تُعَدُّ الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) إحدى أهم ركائز الاقتصاد الموريتاني، فهي القاطرة التي تجرُّ عربات النمو، والمورد الأول للعملة الصعبة، والمشغّل الرئيس لعشرات الآلاف من المواطنين. وفي خضم التحديات العالمية التي واجهت قطاع المعادن، برز اسم الإداري القدير محمد فال ولد التلميدي، المدير العام للشركة، كقائد استثنائي جمع بين الخبرة الميدانية، والدراية العميقة بتفاصيل المؤسسة، والرؤية الاستراتيجية التي تضع الحاضر والمستقبل في مسارٍ واحد.

لقد جاء تعيينه ثمرة مسار طويل داخل أروقة الشركة، حيث تدرّج من مواقع متواضعة إلى مناصب عليا، فكان يعرف تفاصيل العمل من الداخل، ويُدرك خفاياه وتحدياته. وهذا المسار التراكمي مكّنه من أن يقود اسنيم اليوم برؤية متبصّرة، تستند إلى فهم عميق للبنية المؤسسية، ووعي بمسؤولياتها الوطنية والاقتصادية والاجتماعية.

استراتيجية تنموية متكاملة

منذ توليه الإدارة العامة، أطلق محمد فال ولد التلميدي برنامجًا استراتيجياً طموحًا، يهدف إلى تعزيز مكانة الشركة على المستويين الوطني والدولي. تمثل ذلك في مشاريع تنموية كبرى مثل تطوير منجم فديريك، وبناء محطة كهرباء حرارية بقدرة 30 ميغاواط في أزويرات، وإنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 12 ميغاواط، إلى جانب مشاريع مرتبطة بالمياه والطرق والتخطيط الحضري. هذه المشاريع ليست مجرد أرقام على الورق، بل هي تحولات عملية تضع اسنيم على سكة الاستدامة وتضمن لها دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني لعقود قادمة.

كما حرص المدير العام على تنويع نشاطات الشركة، لتتجاوز حدود إنتاج وتصدير خام الحديد، نحو الدخول في مجالات أخرى كالأشغال العمومية، والصناعة الميكانيكية، وتوزيع الماء والكهرباء، والتطوير العقاري، وهي رؤية تجعل من اسنيم مؤسسة وطنية متعددة الأبعاد لا مجرد شركة تعدين.

كفاءة في التسيير ونتائج على الأرض

تحت قيادته، حققت اسنيم تحسناً ملحوظاً في أدائها التشغيلي والمالي. فقد ارتفع الإنتاج والمبيعات إلى أرقام غير مسبوقة، حيث تجاوزت المبيعات حاجز 14 مليون طن من خام الحديد لأول مرة. كما ارتفع رقم الأعمال إلى 1.37 مليار دولار، وهو ما يعكس نجاح سياسات التسيير الجديدة رغم الظروف الدولية الصعبة وارتفاع تكاليف الشحن والإنتاج.

ولأن القوة الحقيقية لأي مؤسسة تكمن في عمالها، فقد بادر المدير العام إلى تحسين أوضاع الموظفين عبر زيادات معتبرة في الرواتب، وحوافز تعكس تقدير الشركة لجهودهم، وهو ما عزز الروح المعنوية داخل المؤسسة، ورفع منسوب الولاء والإنتاجية.

بعد اجتماعي وإنساني

لم تقتصر رؤية محمد فال ولد التلميدي على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل امتدت إلى تعزيز الدور الاجتماعي للشركة من خلال خيرية اسنيم، التي أطلقت برامج إنمائية متنوّعة شملت بناء المدارس، ودعم المراكز الصحية، وإنشاء شبكات المياه، وإضاءة القرى، وتطوير البنية التحتية في مدن التعدين. وقد ساعدت هذه البرامج في تحسين الظروف المعيشية لآلاف المواطنين، وربطت اسم اسنيم بالحياة اليومية للناس، لا بالمؤشرات المالية فقط.

استشراف المستقبل

يُدرك المدير العام أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات متسارعة، وأن قطاع التعدين ليس استثناءً من ذلك. ومن هذا المنطلق، يعمل على ربط الشركة بالتمويلات الدولية الطموحة، مثل الشراكات مع البنك الإفريقي للتنمية، بغية رفع إنتاج الشركة إلى أكثر من 40 مليون طن سنويًا بحلول 2030. هذه الخطط تضع اسنيم في مصاف الشركات العالمية، وتمنح موريتانيا موقعًا متقدماً في خارطة تصدير الحديد والمواد الخام.

إن ما يميز محمد فال ولد التلميدي ليس فقط أنه إداري كفء يقود مؤسسة اقتصادية عملاقة، بل كونه رجل رؤية يدرك أن قوة اسنيم هي قوة موريتانيا، وأن نجاحها ينعكس مباشرة على السلم الاجتماعي، والتنمية المحلية، ومكانة البلاد في السوق العالمي. لقد برهن خلال سنوات قيادته أن الكفاءة حين تقترن بالخبرة والتخطيط السليم، تصنع المعجزات، وتجعل من التحديات فرصًا، ومن الأزمات منصات انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى